أرشيف لـفيفري, 2016

اكتشف علماء الفضاء حتى الآن نحو سبعين كوكبًا خارج منظومتنا الشمسيّة من بين عشرة بلايين ترليون كوكب، أو ما يقارب ذلك.

ويبدو أنّه إذا كنت ترغب في الحصول على كوكب ملائم للحياة يجب عليكَ أنْ تكون محظوظًا، وكلّما كانت الحياة أكثر تقدمُّا كان عليكَ أنْ تكون أكثر حظًّا.

حدّدَ راصدون مختلفون اثنين وعشرين من الأسباب الفريدة التي تجعل الأرض أكثر كوكبٍ في الكون ملائمةً للحياة، ولكن سنختصرها إلى الأربع الرئيسيّة.

  1. موقع ممتاز.

إنّنا على بُعدٍ ملائم إلى درجة غريبة تقريبًا من النوع الصحيح من الكواكب، وهو النوع الكبير بما يكفي كي يُطلق كثيرًا من الطاقة، ولكنّه ليس كبيرًا بحيث يحرق نفسه بسرعة. ومما يثير فضول الفيزياء أنّه كلّما كان النجم أكبر ازدادتْ سرعة احتراقه، فلو كانت شمسنا أكبر مما هي عليه بعشر مرات لاستنفدت نفسها بعد عشرة ملايين عام بدلًا من عشرة بلايين، ولما كنا هنا الآن. إنّنا –محظوظون- بأنّنا ندور في المكان الذي نحن فيه، فلو كنّا أقرب بكثير لاحترق كل ما على الأرض، ولو كنّا أبعد بكثير لتجمّد كلّ ما عليها.

ولكنّ البعد بشكل ملائم عن الشمس لا يمكن أن يكون القصّة كلّها، وإلا لكان القمر مليئًا بالغابات وجميلًا، وهو ليس كذلك على نحو واضح. فمن أجل ذلك أنتَ بحاجةٍ إلى:

  1. النوع الملائم من الكواكب.

قليلًا من علماء الجيوفيزياء إلى سئلوا بأنْ يحصوا بركاتهم، سيذكرون الحياة على كوكب ذي بطان منصهر، ولكنّها تقريبًا حقيقة مؤكّدة بأنّه دون تلك الماغما كلّها، التي تدوم تحتنا لن نكون هنا الآن. وبغض النظر عن أمور كثيرة أخرى، إنّ باطننا الحيويّ أنشأ اندفاعات الغاز التي ساعدت في بناء الجو، وقدّمتْ لنا الحقل المغناطيسيّ الذي يحمينا من الإشعاع الكونيّ. قدّم لنا أيضًا ألألواح التكتونية، التي تجدّد السطح باستمرار وتغضّنه. فلو كانت الأرض منبسطة بشكل تام، لغطيت في كل مكان بالماء إلى عمق 4 كيلومترات. يمكن أن يكون هناك حياة في المحيط الموحش، ولكنْ بالتأكيد لن يكون هناك كرة قدم. ^_^

  1. نحن كوكب توءم.

لا يفكّر كثير منّا عادةً في القمر ككوكب رفيق، ولكنّه هكذا بالفعل.

دون تأثير القمر الثابت، فإنّ الأرض ستتمايل كقمة محتضرة، ولا أحد يعرف ما النتائج الكارثيّة التي ستترتّب على المناخ والطقس. إنّ تأثير القمر الجاذبي الثابت يجعل الأرض تدور بالسرعة المناسبة والزواية المناسبة، كي تُقدّم نوع التوازن الضروري للتطوّر الطويل والناجح للحياة. ولكنْ هذا لن يستمر إلى الأبد، إنّ القمر ينزلق من قبضتنا بسرعة 4 سنتمترات في العالم. فبعد بليوني عام سيتراجع بعيدًا بحيث إنّنا لن نظّل ثابتين، وسيكون علينا أن نأتي بحلٍّ آخر، ولكن في غضون ذلك يجب أنْ نفكّر في ذلك أكثر من كونه سمة ظريفة في سماء الليلة.

  1. التوقيت.

إنّ الكون مكان متقلّب وزاخر بالأحداث الخطرة ووجودنا فيه أعجوبة. فلو لم يلعب تعاقب مركّب طويل وغير قابل للتصوّر من الأحداث يعود إلى 4.6 بلايين سنة بطريقة معيّنة في أوقات معيّنة مثلًا، لو أنّ الديناصورات لم تنقرض بسبب سقوط النيازك لكنّا أطول سنتمرات عدّة، مشعرين وبذيل، ونقرأ هذه المقالة في وَكْر. ^_^

 

هذا المقال مأخوذ بتصرّف من كتاب A Short History of Nearly Everything.